كاتيا دبغي
2025-02-01
سفيرالسعادة ؟! .... يا للسعادة
كاتيا دبغي
ربما خانتنا حاستا السمع والنظر عندما قرأنا وسمعنا أن لبنان قد يعيّن سفيرا\ة للسعادة في العهد الجديد. وبدأنا نتخيّل كيف سيكون حالنا بعد أن يتحقق الخبر السعيد.
سنستيقظ صباحاً على زقزقة الأخبار السارّة والوجوه الباسمة والبشائر القادمة من كل حدب وصوب.
سننعم بكهرباء 24 ساعة ومياه نظيفة وهواء خالٍ من التلوث وطرقات معبدة بالورود.
سنصلّي ونتلو الأدعية لكي يحفظ الله لنا حكامنا سبب سعادتنا الدائمة ومصدر رفاهيتنا، هؤلاء الذين ضحوا بسعادتهم في سبيل شعبهم وتخلّوا عن مصالحهم كرمى لأبناء وطنهم.
سندعو أولادنا في الخارج لكي يعودوا إلى حضن الوطن، لأن السعادة عادت وأصبحت أخيراً عادة.
سيفرح المودعون لأن أموالهم في المصارف سيُفرج عنها، ويسترجعون حقوقهم المنهوبة.
سيكون هناك إصلاح لا طاقة لنا ولا قدرة على تحمُل مساراته، كوننا سلكنا درب السعادة "القدومية" ووصلنا للعلا.
سيحتل لبنان المرتبة الأولى في التصنيف السنوي للأمم المتحدة للبلدان الأكثر سعادة في العالم، بعدما احتل المرتبة الأخيرة في العام 2024…" وتنذكر وما تنعاد"!
ستصبح الفئات الكادحة ثرية بفضل السياسات الاقتصادية الحكيمة التي ستترجم في خطط طويلة الأمد تدر الخيرات والبحبوحة على كل الطبقات الإجتماعية.
سيمنع استخدام كل مضادات الإكتئاب وأدوية الأعصاب والحبوب المهدئة، لأن هرمون السعادة سيكون مرتفعاً للغاية لدرجة تغنينا عن كل هذه الإستخدامات العديمة الجدوى.
سأمعن في التخيّل وأرجو أن تسامحوني على هذا الإفراط في العالم السعيد.
لن نرى بعد اليوم وجوهاً عابسة فنردّد مع رامي عياش "بحب الناس الرايقة وللي بتضحك على طول…"!
سنكون أكثر سعادة من الشعب الفنلندي حيث يشعر الناس في فنلندا بالسعادة لأن مجتمعهم طوّر ما يسمونه البنية التحتية للسعادة، والتي تشمل كلاً من الرعاية الصحية، والتعليم، والاقتصاد، وحقوق الإنسان، والحكم الديمقراطي، وثقافة العمل التطوعي.
يا لسعادتنا… سنعاني من تخمة السعادة إلى درجة تستدعي تدخلاً طبياً لايقاف ارتفاع مستويات السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج.
سنطلب من سفير السعادة اللبناني الذي لم نعرف بعد شكله ولونه واسمه، أن لا يغدق علينا السعادة دفعة واحدة بل بالتقسيط المريح،لأننا بحاجة إلى مرحلة تأهيل ننتقل خلالها من مستوى "صفر "سعادة إلى مستوى سعادة منخفضة، متوسطة ثم عالية تدريجياً.
وأخيراً وليس آخراً، يا فرحتنا ويا سعادتنا فيك يا سعادة السفير.



مفاتيح
مقالات
مواضيع ذات صلة
قصة واقعية بطلتها النجمة "البوتوكسية"
إليسا والوجوه الأخرى ...شكراً نتفليكس
جوع الشهرة Don't get Fomo !
السيد درويش ...هل قتلته المخابرات أم المخدرات ؟!
خمس سنوات مع هاني نقشبندي
وقد يكون الحظ ... امرأة !
من بائعة خضار الى رئيسة وزراء
"لو"....في 4 آب
كاميلا على خطى جدّتها
ياسمين صبري ...الله يصبرك !
عشيقة هتلر السريّة
من جزيرة "بيكيني" المحيط الهادىء إلى "بيكيني " المحيط الغاضب !
رومانسيات قصر باكينغهام
شيرين "نصحانة " أم "ضعفانة" ...ما "خصّكم "؟!
ندين جابر تريد حلاً للحضانة في " للموت"
فخامة الصوت ومعالي الطرب في حضرة سمية
أيام معدودات
ثالثة "للموت " لا نريدها ثابتة و"تصطفل " نادين جابر
طريقها الطويل من أجل يوم
الزلزال الذي أَخرج أثقالها
المثليّة الجنسيّة : دعوة إلى تقبّلها أم الإقبال عليها ؟
من يحاسب تشارلي إبدو Charlie Hebdo؟!
اللقاء الثاني
لماذا ...نتاج ؟
جوائز "جوي أواردز" إضافية !