زياد الرحباني
2025-07-26
ضاق خلقه الصبي ... ورحل زياد الرحباني !
كاتيا دبغي
يرحل زياد الرحباني دون استئذان، يأخذ جزءأً من الذاكرة ، الطفولة، الوطن، الحب ويرحل إلى حيث يرقد العظماء. لهم مكانهم الخاص ومجلسهم وعرشهم السماوي .هناك حيث تستريح أرواح العباقرة في ظلال المجد، تستقبله السماء ، تترنم الملائكة بألحانه ويهرع والده عاصي لملاقاته ، ينزع عنه ثوب الأرض، يخلع همومه التي لطالما اقتاتت من موهبته وأعاقت مسيرة إبداعه في السنوات الأخيرة.
 يرحل زياد إلى نومه الأبدي ، هو الذي قال :"صرت أخاف أن أطيل النوم ، كي لا يذهب الجميع وأظل وحدي " ، "الإنسان متى عرف الحقائق سقط عن سرير الأحلام " ، " قوم فوت نام وصير حلام أنو بلدنا صارت بلد " . نام زياد للمرة الأخيرة، والبلد على حاله، وكأن شيئاً لم يتغيّر :" هاي بلد ، لاء مش بلد هاي قرطة عالم مجموعين ، مضروبين ، مطروحين ، مقسومين ". قال زياد الرحباني كلمته ، أطلق أحكامه ومشى إلى مرقده الأخير على وقع غناء فيروز لحنه الأول :سألوني الناس عنك يا حبيبي " .
ونسأل :"بالنسبة لبكرا شو؟" الوطن لم يزل مريضاً و"ناطر كف من غيمة "، ونحن بأمس الحاجة فيه لعقل وفكر وفن وفلسفة عبقري مثل زياد الرحباني الذي لا يمثّل فقط مجرد قيمة فنية فريدة ، بل هو نسيج من يومياتنا ، مشاكلنا ، قضايانا ،حوارنا اليومي ،أحلامنا ، لغتنا وشارعنا.
نعم كلنا نعرف زياد حق المعرفة ، لا منة لأحد بأنه كان الأقرب ، نعرفه من مسرحه ،من لهجته الساخرة ، من نظرته المختلفة للحياة ، من أفكاره المتمردة ، من عباراته الشائعة ، من محطات كلامه ، من أغنياته التي تحمل بصمة خاصة ، من خبرياته وقصصه. نعم نعرفه حق المعرفة، هذا الصديق الذي لطالما رافق صبحياتنا ومشاويرنا ، أضحكنا كثيراً وأبكانا ، لازمنا عبر أثير الإذاعات ، حفظنا حوارات مسرحياته ، أحببنا شخصياته "زكريا " و"ثريا" و"بركات " وغيرها من الشخصيات التي أصبحت تشّكل رمزاً لذاكرتنا الجماعية . "ضاق خلقه الصبي " ، رحل زياد . اتشّح البيانو بالسواد وحتى مفاتيحه البيضاء . فيروز سترنّم مجدداً "أنا الأم الحزينة ". أما نحن ، سنردد معه "إيه في امل " ولو من بعيد .

مواضيع ذات صلة
سفيرالسعادة ؟! .... يا للسعادة
قصة واقعية بطلتها النجمة "البوتوكسية"
إليسا والوجوه الأخرى ...شكراً نتفليكس
جوع الشهرة Don't get Fomo !
السيد درويش ...هل قتلته المخابرات أم المخدرات ؟!
خمس سنوات مع هاني نقشبندي
وقد يكون الحظ ... امرأة !
من بائعة خضار الى رئيسة وزراء
"لو"....في 4 آب
كاميلا على خطى جدّتها
ياسمين صبري ...الله يصبرك !
عشيقة هتلر السريّة
من جزيرة "بيكيني" المحيط الهادىء إلى "بيكيني " المحيط الغاضب !
رومانسيات قصر باكينغهام
شيرين "نصحانة " أم "ضعفانة" ...ما "خصّكم "؟!
ندين جابر تريد حلاً للحضانة في " للموت"
فخامة الصوت ومعالي الطرب في حضرة سمية
أيام معدودات
ثالثة "للموت " لا نريدها ثابتة و"تصطفل " نادين جابر
طريقها الطويل من أجل يوم
الزلزال الذي أَخرج أثقالها
المثليّة الجنسيّة : دعوة إلى تقبّلها أم الإقبال عليها ؟
من يحاسب تشارلي إبدو Charlie Hebdo؟!
اللقاء الثاني
لماذا ...نتاج ؟
جوائز "جوي أواردز" إضافية !